الجمعة، 26 أغسطس 2011

لو استطيع


أدور وآدور وأبحث عن ألف طريقة وطريقة تجعلني استأصل كل مشاعري وأسحبها من دمي قطرة قطرة وأرميها في سلة المهملات  فقد اتعبتني ..
وقد أتعبتني أيها القلب الرقيق الضعيف الحائر المشوش ..
أتعبتني وآبكيتني وأشقيت أيامي فلا مفر لي منك ولا مفر لك مني فأنت خلقت من أجلي وأنا لا استطيع أن آعيش بك أو بدونك..
جربت آلاماً عدة في جسدي ولكن مهما كانت قوية فهي لا تضاهي البؤس الذي تهديني اياه ..
أنا أمامك لا استطيع حيال نفسي شيء فقط أقف حائرة حزينة ينهش الحزن في أحشاء روحي ويأكل الألم سعادتي بشراهة ويقض مضجعي..
لازلت ياقلبي أبحث عن ألف طريقة وطريقة لأغتالك ..
لو استطيع

لا ادري


أضحك عندما أقرأ كلماتي القديمة ، وعندما أقرأ براءتي الطفولية التي صاحبتني فترة طويلة من حياتي وحزني ..
أداعب تلك الحروف بعيناي كما يداعَب الطفل الصغير بكل حب ، وأضحك لها وأناجيها .. وكثير من الأحيان أبكيها .. بكاء المظلوم من الظالم .. وأكرهها وأبعدها ..
أحتضن خواطري في خاطري .. أواسيها وتواسيني لأني الآن قوية وقد كنت فيها ضعيفة وحيدة .. حائرة وساذجة ..
أفتخر بذلك الضعف الذي تملكني سابقاً لأنه الآن مصدر قوتي ..
أمسح بيدي على كلماتي بكل حنين .. فتمر بسرعة صور كثيرة في خيالي .. أتذكرها وابتسم ، لا أدري لمَ أبتسم .. ربما للتعجب أو للسخرية أو ربما .. لا أدري .

وساستيقظ غدا صباحا


  طرقت جميع الأبواب في ساحة العشاق .. تخبطت من آلامي في كل ممرات الود .. ذرفت دموعي على طرق الوله .. حتى تكسرت تحتها أحجار الطريق .. سألت الناس عن مأهولة الغرام فما دلني احد .. بت أنظر من حولي في سماء وأرض تلك المدينة .. في بيوتها وأبوابها .. نوافذها وشوارعها.. ولكن ما وجدتك .. أدري أني بحثت عنك جيداً .. وصرفت كل ما أملك من صبر لأشتري طريقاً يوصلني إلى أحضانك .. أصبحت مفلساً يائساً خاوياً فماذا انتظر بعد ؟؟  سألملم شتات نفسي إذن وأرحل من مدينة الحب.. وأعود أدراجي لمكان أعرفه ويعرفني .. آلفه ويألفني .. سأعود لعالمي .. عالم أعيشه لوحدي .. برغم مرارة المكان سأظل فيه لأنه داري .. وفي داري عزتي لن أفقدها .. ولن أسافر مجدداً .. يكفيني أن أجلس بشرفة منزلي قبل كل غروب .. أودع الشمس بين أهدابي وأحتسي  مرارة قهوتي في ذكريات تلك الرحلة .. وأحليها بسكر كرامتي وابتسم لأشباحك وأغمض عيناي على حلم جميل كنت فيه أنت البطل .. وسأستيقظ غداً صباحاً.

ارجوحتي العالية جدا

حيث لا يسمع أحد ولا يرى ، في سكون الليل البارد وفقط تحت ضوء القمر الفضي انتزع روحي واقذفها لتطير بين نسمات الهواء الباردة وأعتلي أرجوحتي الطويلة الممتدة من قلب القمر،فتتمايل ارجوحتي وتحلق للاعلى .. فتسقط كلماتي من كيسها المربوط في تلك الروح المسافرة عبر الفضاء وتتبعثر وتتماوج مع اسراب الهواء الملتفة حول الفراغ إلى أن تمل من ثقلها الريح فتقذفها ليسبح الكثير منها في أمواج البحر الهائجة .. وترتطم لتتكسر أكثر على الشاطئ وتذوب في تربته الباردة، وأستمر في التأرجح عالياً جداً في عنان السماء سعيدة وكلي نشوة لألتقط خيوط ضوء القمر بعيون متلهفة وأتذوق نسمات الليل في أنفاسي ، ما أجملها من لحظات حينما أخترق بكل قوة وصمت أغشية ذلك السكون وأنا في أرجوحتي العالية لأرى كل العالم في الأسفل بعيداً عني بينما أنا أهيم في أغنية كتبها القمر بضوئه السحري وغنتها نسمات الهواء على الأسطح الباردة، أغمض عيوني على ذلك العالم لأحبسه في داخلي ليعيشني وأكون جزء منه إلى مالا نهاية.